أقسام المدونة

الجمعة، 19 أبريل 2013

الشريعة الاسلامية لا تتحكم بها حكومة او تيار


ما اعرفة فى الشريعة هو أحكام العبادات وما يتعلق بها وتلك لا تحتاج حكومة فالمسلم في الصين يؤديها كما المسلم في السعودية .

الأحوال الشخصية (الزواج والطلاق) والفرائض (المواريث) وتلك لا تحتاج حكومة ولا تشريعات جديدة .

بيان بعض قواعد التعامل بين الأفراد والأخلاق العامة والمحرمات والمكروهات (الأصل هو الحل في الإسلام) ولا يحتاج المسلم حكومة تقول له أن شرب وتجارة ونقل الخمور حرام أو أن الكذب وشهادة الزور من المحرمات كذلك.

بيان الكفارات التي على المسلم أن يؤديها في حال إرتكابه بعض المعاصي والأخطاء ومعظمها بين العبد وربه ولا دخل للمجتمع بها وكذلك العقوبات على تجاوز حدود الله (المعروفة بإسم الحدود) وهذه إستبدلت بعقوبات تعذيرية وإذا رأى أي ممن لديه علم أن هذا يخالف الشريعة الإسلامية فعليه باللجوء إلى المحكمة الدستورية العليا ويطعن بعدم دستورية قانون العقوبات الحالي .
هذه المادة الثانية من الدستور تعطي من يريد الأداة اللازمة لإبطال أي قانون يخالف الشريعة الإسلامية .
ماذا يريدون بعد ذلك وماذا يقصدون من تطبيق الشريعة ؟
هل تطبيق الشريعة يعني أن يتسلموا مقاليد الحكم دون أي برنامج سياسي ودون أي ضمانات لما ينوون فعله ودون ضمانات لرحيلهم إذا أراد الشعب ذلك ؟
الاخوان المسلمون مسالمون .. وابرياء من الارهاب.. وقراءة سريعة لصفحات التاريخ تؤكد انهم لم ينسفوا اسرا.. اطفالا، ونساء ، ورجالا.. في دور السينما، وحارة اليهود وشركة الاعلانات الشرقية، ومحلات شيكوريل وغيرها..
أبدا لم تمتد ايديهم بالرصاص ليستقر في صدر قاض بريء حكم ضدهم .. فهم ليسوا قتلة المستشار الخازندار امام بيته في حلوان ، ولاناسفي محكمة مصرمن قبل ، ومن بعد..
ليس واحدا منهم الذي ارتدى ملابس ضابط شرطة ، وتسلل الى وزارة الد اخلية ليغتال النقراشى رئيس الوزراء ..!!
والجماعة لم تدبر قتل رئيس الوزراء ابراهيم عبد الهادي فاصابت الرصاصات سيارته، ومن فيها.. السائق.. ورئيس مجلس النواب !!
يجب ان نكذب تماما ان قرار حل الجماعة قبل الثورة كان سببه الارهاب !!
جماعة في مثل هذه الوداعة والبراءة تلفق لها التهم بعد الثورة ، فينسب اليها ظلما ، وعدوانا، تهمة اعداد مؤامرة قتل ، ونسف ، وتدريب افراد وتخزين اسلحة، وانشاء جهاز سري ، مرتين احداهما عام 1954 والثانية عام 1965.
وصفحاتهم مازالت تقطر دما حتى الامس القريب جدا، قتلا، وتدميرا، وتآمرا، قام به نفر ممن تربوا في احضانهم وتشبعوا بفكرهم ، وكانوا احد اجنحة الجمعية، في الكلية الفنية العسكرية، ثم واصلوا اسلوبهم بخطف عالم جليل من بين اسرته واولاده لانه خالفهم في الرأي ، وقتلوه بوحشية، وارادوا ان يشيعوا الفزع والخوف ففجروا قنابل في عدد من الاماكن وامتد ارهابهم الى انفسهم اذ يصفون- تصفية جسدية- معارضيهم، والخارجين عليهم.. !!
وهم ابرياء لان الجماعات الاسلامية التي تنتسب اليهم ، لاتستخدم العنف ابدا ولاترفع العصي، والمطاوي ، والسكاكين في الجامعة ضد الطلاب ، بل وضد الطالبات ايضا !

تبدلت الحقائق ، وتحولت الامور الى نقيضها... نقرؤها كل يوم زوراً ، وبهتانا، من الذين يرفعون علم الدين هوية تفرض الصدق ، وتلزم به ..
ولو ان هجمتهم الشرسة، هم ومؤيدهم واصحابهم، واتباعهم اقتصرت على حل الجمعية وسجنهم وتعذيبهم لكان ثأرا شخصيا مقبولا ، فلا نطلب منهم ان يرتفعوا فوق احزانهم، ومحنتهم الخاصة، ليقيموا بشمول وموضوعية الذين يتصدون للعمل العام ، خاصة اذا كانوا دعاة حقيقة يخلصون في عبادة الله ، ويتجردون من كل الأهواء الدنيوية ..
غريب ان تكون حملتهم الكثيفة، وهجمتهم الحاشدة- بكل الاصوات والادوات والوسائل ، والاقلام- على حقبة كاملة من تاريخ مصر لايرونها الا مصبوغة بالدم ، مجللة بالمحنة، مغطاة بالسواد .. لم يعترفوا بمكرمة واحدة ، ولا ذكروا نصرا واحداً ، فهم يتحدثون ويكتبون في صحائفهم وكتبهم . ويقولون في خطبهم فقط عن الطغيان ، والجبروت ، والطاغوت !!
فلا حقول ازهرت، ولامداخن انبتت ، ولامدارس غرست ، ولابيوتا اضاءت بالعلم والعمل ، ولامآذن ارتفعت ، ولا الله أكبر تغنت نشيداً تردد صداه يسترد للمستضعفين والمنهوبين ، بلادهم وشرفهم ، وثرواتهم ..
لو انهم هدموا اشياء، وامتدحوا- شيئا واحداً، لقلنا : اصحاب رأي ، ودعاة مبدأ ايدوا مايوافقه ويتلاءم معه، وانهالوا على مادون ذلك ، ولكنهم كرهوا كل شيء ، وهاجموه .. بل وجرموا كل ما حدث .. كله بلا استثناء ..
عبد الناصر كان مع الفقراء، فهل يكون الدين الذي يدعوننا اليه يقف في طابورعلية القوم ، وسادة قريش، واثرياء المجتمع ..
عبد الناصر كان مع العامل عملا وحقا وعدلا، ومع الفلاح تمليكاً ، وتشريعا ، وانصافا .. مع كل الضعفاء لياخذ حقهم من الاقوياء ، افتراهم يفسرون الدين بغير ذلك .
عبد الناصر كان ضد الاستعمار، ويحاربه ليحمل عصاه على كتفيه ويرحل من مصر والجزائر ، من فلسطين والخليج … من كل مكان يستذل شعبا ، ويلوث عرضا وأرضا ويملأ خزائنه أموالا ، فهل كان لمحمد رسول الله والذين معه موقف مخالف ، لنهب ثروات المسلمين ، واستعبادهم ، وقد ولدتهم امهاتهم احراراً …
وعبد الناصر كان.. وما اكثر ما كان .. كان كبير الانجاز، عظيم المجد ، شديد الاخلاص .. وكان ايضا كبير الاخطاء..
والحملة عليه الان لاتستهدف " ديكتاتورا" ارهب وانجز، بل تمتد الى ماهو أكبر وافدح ، واشد خطرا، مستهدفة هدم مرحلة، واقتلاع فكر، وتدمير بنيان باكمله، ليس فيه ومضة ضوء واهية، ولانسمة حق بسيطة .. وذلك وحده يوقفنا- حيارى- امام الهدف والمحرك ، ونعجز عن ادراكه ، بل ربما نستبعده..!!
لم يكن الاخوان المسلمون ابدا يدافعون عن رأيهم بالرأي ، والحجة، والمنطق، ولكنهم كانوا يحاولون باستمرار فرضه بالقنابل..، بالرصاص وا لتخريب وا لتدمير.. با لعنف والاغتيال ، وواجههم دائما نفس السلاح الذي اشهروه ، فارتد اليهم قبل الثورة ، وبعدها..